والمفارقة أن الأجداد أصبحوا متسلحين بمقرعة، حتى يطيع الصغار تعاليمهم إلا أنهم غالبا ما يحضون الأطفال ويلاطفونهم في غياب الوالدين، ويظلون مدربي الطفل أثناء جولاتهم معهم داخل القرية وخارجها فيتعرفون على ملكية الأراضي وأوقات الزراعة وأخبار المتوفين السابقة أثناء زيارة قبورهم.
ولقد تطورت فعالية المعلم بعد الشخص الصارم القاسي المراقب، بل أصبح يعتمد على الحوار مع الأطفال والإقناع، ويحدد التلاميذ مستوى ونوع العقاب الذي يجب أن يقع على أحدهم إذا أخطأ. والطريف أن المعلم لا يشذ عن القاعدة، فإذا نسي أن ينتعل خفيه قبل دخول الفصل فإن عليه مثلا أن يكرر قوله: "سألبس خفي" خمسين مرة.
ويبدو أن الطريقة الجديدة بالمدارس لا ترضي الأهالى، إن أمر المدرسة وصل إلى أن إحدى المعلمات استغنت عن الكتب المدرسية ولم تعد تطلب من الأطفال أي واجبات مدرسية، لقد أصبح الاعتناء بكراسة جديدة يجمع فيها الطفل بشغف الوثائق وأحوال البيئة وظروف الطقس ودرجات حرارة الجو. ومن جهة نظر الآباء أنه ساء وضع المدارس، إذ إن الأطفال ما عادوا يتعلمون القراءة والكتابة والحساب.
5- المنتظر للأطفال:
في الماضي كان المتوقع باستمرار تعلم الأطفال عن طريق الملاحظة فقط وليس هناك أي حوار، وما كان الآباء ينتظرون من المدرسة تلقين الأطفال المعارف، إنما ينتظرون أن تعودهم على أداب السلوك وتأكيدا على ما تعلموه من الملاحظة داخل الأسرة.
ونتيجة تغير أسلوب المدارس في الضغط على الأطفال، رأى الأهالي أن في ذلك حرية شديدة، وينتظر الآباء أن ترقى المدارس بمنزلة الأطفال وتكسبهم مهارة