جني بعض الثمار ... وفي الوقت الحالي مثلما في الماضي تجمع الذكور والإناث أماكن وسط الحقول يلهون فيها ويبدءون أول مبادئ الإعجاب والعشق.
4- المشاركون في التنشئة:
لقد كان في الماضي يعني بالرضيع أفراد مثل الجدة أو الأخت الأكبر أو إحدى الفتيات القريبات. وقد كان الأجداد يتكفلون بالطفل سواء كانوا يعيشون مع والديه بنفس المنزل أم لا، وبصحبة الجد أو الجدة يتدرب الطفل شيئا فشيئا على الحياة العائلية.
وبصحبة الجد أو الجدة يجوب الطفل الحي بأكملة متنقلا بين بيوت الجيران والأقارب، ومن هنا يتعلم سلسلة الأنساب، ويتعلم أخلاق القرية، وفي أحيان أخرى يرافق الجدة إلى المقابر ذلك المكان الذي تحب أن تتردد عليه كبيرات السن.
والأعمام في الغالب يتميزون باللطف مع الأطفال، وإن كان الأطفال يتمتعون بالقرب من الأجداد لأنهم يتيحوا لهم التحدث وتواصل الحوار عوضا عن الصمت والملاحظة التي يجب أن يتحلوا بها في حضرة آخرين.
لقد كان الأجداد ليسوا هم المربون فقط بل هم الملاذ والملجأ من صرامة الآباء أو للإصلاح بين الآباء والأبناء، إنهم وسطاء طيبون.
أما الأشخاص المراقبون والمؤنبون للطفل فهم كثيرون. فلقد كان المعلم يأتي إلى الآباء ليخبرهم بسلوكيات أطفالهم ومستواهم الدراسي بين حين وآخر. أما حارس الحقول الذي يقوم بدوريته كل يوم ليراقب تجاوز الحيوانات لحدود المراعي إلى مراعي أخرى. فلا يترك أي خطأ دون أن يتسبب على الأقل في تأنيب الأطفال الذين يجب أن يتابعوا الحيوانات. ولا تتهاون الكنيسة في متابعة الأطفال.
وفي الوقت الحالي، إذا كانت الأمهات مشغولات بالعمل، فإن أول ما تطلب رعاية للطفل فإنها تطلب من والدة الأم أو والدة الأب أو من الأخت للأم أو الأخت للأب. وعموما فقد أصبح الوالدان يمارسان دورهما الأساسي في تربية الصغار والعناية بهم، وبذلك فقد استعاد الآباء مكانتهم التي أوكلوها لغيرهم في الماضي، في لطف وهدوء.