وحقيقة محبة الله تعالى لا تأتي إلا باتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا مجال للعبد في محبة الله إلا بالاتباع. ويشهد لهاذا المعنى قوله تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله). [آل عمران:31].
ومن هنا يعلم أنه لا تتم شهادة أن لا اله إلا الله إلا بشهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا علم أنه لا تتم محبة الله إلا بمحبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه، فلا طريق إلى معرفة ما يحبه وما يكرهه إلا من جهة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المبلغ عن الله ما يحبه وما يكرهه باتباع ما أمر به، واجتناب ما نهى عنه، فصارت محبة الله مستلزمة لمحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وتصديقه ومتابعته ولهاذا قرن الله بين محبته ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ الله وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ الله بِأَمْرِهِ وَالله لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ). [التوبة: 24].
وقد أكد ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في سنته: كقوله في حديث أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمان: أَنْ يَكونَ الله ورسولُه أحبَّ إليهِ مِمَّا سِواهُما، وأنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلاّ لله، وأنْ يَكرَهَ أنْ يَعودَ في الكُفرِ كما يكرَهُ أنْ يُقذَفَ في النَّار» (?).