وفي الصحيحين أيضاً: عنْ أنَسٍ بن مالك رضي الله عنه، قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حتى أكونَ أَحَبَّ إلَيهِ مِنْ والِدِهِ وَوَلَدهِ والنَّاس أَجْمَعين» (?).
ولما قال له عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: يا رسول الله، لأنْتَ أحَبُّ إليَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، إلاَّ مِنْ نَفْسي. فقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَهُ: «لا وَالَّذي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ». فَقالَ لَهُ عُمَرُ رضي الله عنه: فإنَّهُ الآن والله لأنْتَ أحَبُّ إليَّ من نَفْسِي. فقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الآنَ يا عُمَرُ» (?).
وقد ورد في الحديث أن من ثواب محبته صلى الله عليه وسلم الإجتماع معه في الآخرة: وذلك لما سأله رجل: مَتَى السَّاعَةُ يا رَسُولَ الله؟ فقال له رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟» قَالَ: حُبَّ الله وَرَسُولِهِ. قَالَ صلى الله عليه وسلم: «أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ» (?).
وكفى بذلك ثواباً وأجراً لهذه المحبة، ولكن المحبة الصادقة تستلزم الاقتداء به والتأدب بآدابه، وتستلزم أيضاً محبة من يحبه ويواليه، وبغض من