تنبيهات

الأول ما جزمنا به من إن نحو الليل والحُسْنَيَيْن والموت فيه الثلاثة لدى الوقف، والإدغام هو الحق ونص عليه غير واحد من أيمة الأداء والمختار منها لدّى الوقف التوسط وهو اختيار الداني وبه كان الشاطبي يقرئ واختار أيضا جماعة القصر وحكَى بعضهم الإجماع عليه وهو قول كافة النحويين وهو المختار أدى الإدغام للمكي في هَاتَيْنِ والَّذَيْنِّ ولمن ادغم في نحو اللَّيْل لِّبَاسّا وعليه أهل الأداء فلم يعتبروا حرف اللِّين وجعلوه كالصحيح وهي أيضا لورش إلا فيما فيه الهمزة متطرفة نحو شَيْء والسَّوء فأن القصر يمتنع له في ذلك من طريق الأزرق وقول الجعبري وتبعه على ذلك غيره لم اقف على نص في اللِّين نحو الْقَول لَّعَلَّكُمْ والمفهوم من الشاطبية القصر فيه نظر بل المأخوذ من الشاطبية الثلاثة كما يفهم ذلك من " وإن تسكن اليَا بَيْنَ فتح وهمزة " إلى قوله: وورشهم يوافقهمْ في حَيْثُ لا هَمْزَ مُدْ خَلا.

وغاية ما فيه إن يقال إن الشاطبي إنما تكلم على المسكن للوقف والجعبري تكلم على المسكن للإدغام والجواب أنّهُ لا خلاف بين أهل الأداء إن المسكن للوقف كالمسكن للإدغام بجامع إن كُلاًّ منهما مسكن سكونا عارضا. الثاني من ذهب إلى القصر في نحو يَعْلَمُونَ فلا يُمد له نحو اللَّيل والخوف ومن له فيه التوسط فلا يُقرأ بالإشباع لأن من لم يعتبر حرف المد فحرف اللين أولى.

الثالث إذا تغير السبب لأجله جاء المد لعدم الاعتداد بالعارض ومراعاة الأصل والقصر اعتدادا بما عرض من التغير والمذهبان صحيحان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015