من قال لا اله إلا الله ومدها هَدَمَت له أربعة آلاف ذنب وقد استحب العلماء المحققون مد الصوت بلا اله إلا الله فقال النووي رحمه الله في الأذكار: المراد من الذكر حضور القلب فينبغي أن يكون هو مقصود الذاكر تحصيله ويتدبر ما يذكر وما يعقل معناه فالتدبير مطلوب في الذكر كما هو مطلوب في القراءة لاشتراكهما في المعنى ولهذا كان المذهب الصحيح المختار استحباب مد الذاكر قول لا اله إلا الله لما فيه مِن التدبر، وأقوال السلف وأيمة الخلف في هذه مشهورة. انتهى.

فصل

وأما حرفا اللين وهما الياء والواو المفتوح ما قبلهما فان وقع بعدهما همزه وهما في كلمة نحو شَيْءٌ وسَوْءَ ةٌ فاعتبر ذلك ورش من طريق الأزرق فله في ذاك الإشباع والتوسط على تفصيل مبين في كتب القراءات وإن كانا في كلمتين نحو ابْنَيْ أَدَمَ، وخَلَوْا إلَى، فلم يعتبر ذلك أحد من القراء واتفقوا على القصر وأن وقع بعدهما سكون فتارة يكون لازما وتارة يكون عارضا، وكل منهما أما مشدد أو مخفف فاللازم المشدد وقع منه في القرآن حرفان هَما هَاتَيْنّ في القَصص، والّذَيْنَ في فصلت على قراءة ابن كثير بتشديد النون، وأما المخفف فجاء في حرف واحد وهو عَين من فاتحة مريم والشورى، أما الساكن العارض المشدد فنحو حَيثَ ثَقِفْتُمُوهُمْ الْمَوْتِ تَّحْبِسُونَهُمَا في قراءة الإدغام، وأما المخفف فنحو اللَّيلْ والمْيَلْ والنخيلْ والعينْ بالعينْ والموت والْخَوْفْ والطًّوْلْ إذا وقف عليها بالسكون والإشمام فيما يجوز فيه فهذه أربعة أنواع يجوز في كل منها ثلاثة اوجه الإشباع والتوسط والقصر إلا ورشا من طريق الأزرق فليس له في عَيْن فاتحة مريم والشورى إلا الإشباع والتوسط ولا يجوز له القصر لأن سبب السكون أقوى من سبب الهمز ولا يجوز له فيما سببه الهمزة وشيء وسو القصر فهذا أولى ولو قصر للزم عليه إن يمد للأضعف ويقصر للأقوى فهو باطل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015