واقعًا ونحنُ إنما علمنا أنَّ الواقع واقعٌ في نفس الأمر ولم يُعْلَم أنه واقع إذا تغيَّر ما هو في نفس الأمر من ضرورة الموجود معدومًا والمعدوم موجودًا

فإن قال أريد بالجائز ما هو واقع في نفس الأمر

قيل له هذا صحيح ويكون معنى الكلام كلُّ ما هو واقع فهو واقع على كلِّ التقادير الواقعة فافهم هذا فإنَّ فيه تغليظًا كثيرًا وأنا أذكُرُ درجاتِهِ

الواقعُ في نفس الأمر يجبُ أن يكون واقعًا على كلِّ تقدير لا ينافيه ويجب أن يكون واقعًا على كلِّ تقدير واقع فإن قال المستدلُّ هو واقع في نفس الأمر فيكونُ واقعًا على هذا التقدير احتاج أن يُبَيِّن أن ذلك التقدير غير منافٍ أو هو واقع لأنَّ بيان أن ذلك التقدير غيرُ منافٍ أو أنَّ ذلك التقدير واقع أمرٌ ممكن سهل بخلاف مستصحب الحال فإنه ليس عليه أن يبيِّن عدمَ الناقل المغيِّر لأنَّ ذلك لا ينضبط ولا ينحصر

الدرجة الثانية هل هو واقع على كلِّ تقديرٍ جائز الوجود في علمنا بمعنى أنَّا نُجَوِّز أن يكون موجودًا ويجوز أن يكون معدومًا أو يجوز أن يكون جائز الوجود والعدم ويجوز أن يكون ممتنع الوجود أو العدم وهذا ليس بلازم إلا أن يعلم أن ذلك التقدير غير منافٍ أو أنه واقع

الدرجة الثالثة هل هو واقع على كلِّ تقدير جائز في نفسه بمعنى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015