هذا الحديث مشهور في أصول الفقه ووجه الاحتجاجِ به أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الاقتداء بكلِّ واحد من الصحابة اهتداء فَيكونُ ما أخبر به متحقِّقًا لأنه لو لم يكن متحقِّقًا لكان نقيضُه متحقِّقًا وهو كون الاقتداء بهم ضلالاً لا اهتداءً هذا كلامُ المصنِّف وعليه مناقشة من وجوه

أحدها قولُه وما هو بمثله من الإخبارات

فإنَّا لا نعلم أخبارًا بمثل ما أخبر به في هذا الحديث

الثاني قولُه يدلُّ على كون المخبَرِ عنه متحقِّقًا وإلا لكان الاقتداء بهم ضلالاً

ليس بجيِّد فإن أخبار النبيِّ صلى الله عليه وسلم تدلُّ على ثبوت المخبَرِ به لأنه الصادق المصدوق ولا يحتاج تحقُّق مخبَرِه إلى أن يُسْتَدَلَّ عليه بدليلٍ منفصل

الثالث قوله وإلا لكان الاقتداءُ بهم ضلالاً

وهذا استدلالٌ على كون المخبَرِ عنه متحقِّقًا والمخبَرُ عنه أن الاقتداء بهم اهتداء فيكون تركيبُ الدليلِ الإخبارُ بكون الاقتداءِ بهم اهتداء متحقِّق لأنه لو لم يكن متحقِّقًا لكان الاقتداءُ بهم ضلالاً لا اهتداءً وهذا استدلالٌ على الشيءِ بنفي نقيْضِه بغير دليل لأنه يلزم من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015