59] ومنهم العلماءُ والفقهاء
الوجه السابع قوله سبحانه كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [آل عمران 110] شهد لهم القرآن بأنهم يأمرون بكلِّ معروفٍ وينهون عن كلِّ منكرٍ فلو كانت الحادثة في زمانهم لم يُفْتِ فيها إلا من أخطأ منهم لم يكن أحدٌ منهم قد أمر فيها بمعروفٍ ولا نهى فيها عن المنكر فإن الصواب معروف بلا شك والخطأ منكر من بعض الوجوه ولولا ذلك لما صحَّ التمسُّك بهذه الآية على كون الإجماع حجة وإذا كان هذا باطلاً عُلِم أنَّ خطأَ من تكلَّم منهم في العلم إذا لم يخالفه غيره ممتنع وذلك يقتضي أن قولَه حجةٌ
الوجه الثامن ما خرَّجوه في الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه أنه قال خَيْرُ القرون القرن الذي بُعِثْتُ فيه ثم الذين يَلُوْنَهم ثم الذين يلونهم أخبر صلى الله عليه وسلم أن خير القرون قرنُه مطلقًا وذلك يقتضي تقدمهم في كلِّ باب من أبواب الخير وإلا كانوا خيرًا من بعض الوجوه فلا يكونون خير القرون مطلقًا فلو جاز أن يخطئ