اعلم أصلحك الله أن الأثر في اصطلاح فقهاء الخراسانيين يُعنى به قُول الصحابة ويسمون قولَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم خبرًا وأما اصطلاح سائر الفقهاء وعامة المحدِّثين فإن الأثرَ عندهم كلُّ ما أُثِر عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم وعن أصحابِه وربما أدخلوا فيه ما أُثِر عن التابعين وغيرهم من السَّلَف واللغةُ تساعد هذا الاصطلاح كقول عمر رضي الله عنه ما حلفتُ بها ذاكرًا ولا آثرًا أي ذاكرًا عن نفسي ولا آثرًا عن غيري ومنه قولُه تعالى ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ [الأحقاف 4] قالوا هو الرواية والاستناد والكتابة عمَّن مضى ممن يُقْبَل قولُه وهم الأنبياء عليهم السلام ويقولون فلانٌ يأثر هذا الحديث أي يرويه ويسنده إلى غيره والمقصودُ هنا قول الصحابة
وجملةُ ذلك أن الصحابيَّ إذا قال قولاً فإما أن يخالفه صحابيٌّ