وحاصله أن الإنسان قد يسعى في إزالة ملكه وفي تعريض نفسه للعقاب فلا تكون سلامته عن ذلك مطلوبًا له لأن المطلوب لا يبطُل ويعدم ويزال فقال هذا متعارض بأنه سعى في إيجاد هذه السلامة والسعيُ لا يكون لتحصيل شيءٍ إلا وهو مطلوب لأنَّ ما لا يُطْلَب لا يُسْعَى في إيجاده لكن يمكن أن يُقال المستدلُّ لم يُقِم دليلاً على أن المجموع مطلوب فإذا أقام السائلُ دليلاً على كونه غير مطلوب وعارضَه المستدلُّ بما يدلُّ على كونه مطلوبًا بقيت دعوى كونه مطلوبًا ليس عليها دليل سليمٌ عن المعارضة فلا تكون مقبولة وهذا ظاهر

قوله ولئن منع كونه إضرارًا في الإسلام فنقول الإضرار في أحكام الإسلام مُجْمَلٌ بطريق حذفِ المضاف وإقامة المضاف إليه مُقامه وقد تحقَّق في واحدٍ منها فتحقَّق فيها

أما مَنْع السائل كون الإيجاب إضرارًا في الإسلام فَمَنْعٌ مُوَجَّه فإن الإسلام هو شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت وهذه الأمور لا إضرار فيها

وأيضًا فإن الإسلام هو الدين الذي يفعله العباد والإيجاب ليس هو في أفعال العباد

فإن قيل هو متعلِّق بالأفعال فيصح أن يُقال هو فيها ويدلُّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015