فيكون ضررًا وهو معنى قوله لأن الإيجاب تَفْويت سلامة الملك أو سلامة النفس لأنه إن أُدِّي فقد فاتت سلامة الملك عن الزوال وإن لم يُؤَدَّ فقد فاتت سلامة النفس عن العقاب لقيام سبب وجوده وهو ترك أداء الوجوب وكلُّ واحدة من هاتين السلامتين مطلوبة لأن العاقل يطلب سلامة ملكه من الزوال وسلامةَ نفسِه من العقاب والإيجابُ يفوِّت هذا المطلوب وتفويت المطلوب إضرار لأن الإضرار يدور مع المفوّت للمطلوب وجودًا وعدمًا فحيثما وُجِد مفوِّت للمطلوب كان ذلك إضرارًا وحيث انتفى المفوِّت للمطلوب لم يكن إضرارًا فيكون قد دار كون الشيء إضرارًا مع كونه مفوِّتًا للمطلوب وجودًا وعدمًا فيكون التفويت للمطلوب حقيقة الإضرار والإضرار منتفٍ بقوله لا ضرَرَ ولا إضْرارَ في الإسلام
والمعنى لا ضرر ولا إضرار في أحكام الإسلام بطريق حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مُقامه ولو ثَبَت الضررُ في هذا الحكم لثبت الضرر في جملة الأحكام فلم يصح أن يقال لا ضرر في أحكام الإسلام والضررُ ثابت في واحدٍ منها