بالإفك والبهتان وأن يُقال ما لا يَنْفُقُ إلى على الساخرين المُجَّان
وكذلك قوله الحكم ثابتٌ في صورة من صور وجود المشترك أو المشترك ثابت في كلِّ صورةٍ من صور الحكم فيُضافُ الحكمُ إلى المشترك دعوى باطل وكلام ليس له حاصل
فيقال لا نُسَلَّم أنَّ ثبوتَ الحكم في بعض صور المشترك أو ثبوت المشترك في بعض صور الحكم يدلُّ على إضافة الحكمِ إلى المشترك ولم يذكر عليه دليلاً ومعلومٌ أنه خلاف إجماع العلماء فإن أحدًا من الناس لم يقل إن مجرَّدَ اقتران حكمٍ بوصفٍ يدلُّ على أنه علة نعم ذهبَ بعضُ الناس إلى أنَّ الوصفَ الموجودَ في جميع صور الحكم يكون علَّةً له وهم أصحاب الطَّرْد وأَبى ذلك أكثرُ المحقِّقين
وأما اقترانُه به في صورة مع انتفائه عنه في صورة أخرى فلا يقول عاقل إنه دليلٌ على العلة وأدنى ما في هذا الكلام أن يُعَارضَ بمثله كما تقدم والمعارضة صحيحةٌ عند العقلاءِ بخلاف هذه الجهالة الجهلاء