الأمر فلا

وهنا بحوثٌ كثيرة ليس هذا موضعَ ذكرها

ولما ادَّعى السائل عدمَ الإضافة إلى المشترك أو عدمَ إضافةٍ إلى ما يلزم منه عدم الإضافة إلى المشترك قابله المستدلُّ بمثل ذلك فادَّعى الإضافةَ إلى المشترك أو إلى ما يحقق الإضافة إلى المشترك أي ما تكون الإضافة إليه محقِّقةً للإضافة إلى المشترك وهو ما كان ملازمًا له بحيث يلزم من وجودِه وجودُ المشترك أو أن يكون سببًا للمشترك أو حكمة للمشترك أو سبب سببٍ أو حكمة حكمةٍ فإن الإضافة إلى واحدٍ من هؤلاء لا ينافي الإضافة إلى الآخر بل يُحقِّقها فإن السبب متضمن لحصول الحكمة بالحكم والحكمة إنما يتحقق حصولُها بالحكم عند تحقق السبب

وهذا كما يقال أَكلَ لأنه جائعٌ وأكلَ للشِّبَع فإضافة الأكل إلى الشبع الذي هو الحكمة تُحقِّق الإضافة إلى الجوع الذي هو منشأُ كون الحكم محصِّلاً للحكمة والإضافة إلى الجوع الذي هو السبب تُحقِّق الإضافة إلى الشبع الذي هو الحكمة التي بها صار الجوعُ سببًا للأكل كما لم يصر سببًا لأكل ما لا يُشبِع والمناسبة المذكورة أولاً تدلُّ على الإضافة إلى المشترك وإلى ما يُحقِّق الإضافة إليه فإنه وإن كان غير المشترك لكنه لا يمنع الإضافة إليه كما تقدم

واعلم أن ما دلَّ على ثبوت وصفٍ قد دلَّ على ثبوت لوازمه وما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015