. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

وذكر الفتى مغن عن ذكر النفس؛ لأنها جزؤه، فعاد إليها فاعل حشرجت، والضمير المجرور بالياء ومنه قولهم: «من كذب كان شرّا له» (?) فأضمروا في كان ضمير الكذب؛ لأنه جزء مدلول كذب، ومثله قوله تعالى: اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى (?) فهذا عائد على العدل؛ لأنه جزء مدلول اعْدِلُوا.

ومنه قول الشاعر:

261 - وإذا سئلت الخير فاعلم أنّها ... حسنى تخصّ بها من الرّحمن (?)

فأعاد الضمير إلى المسألة؛ لأنها جزء مدلول سئلت.

ومنه قول الشاعر:

262 - إذا نهي السّفيه جرى إليه ... وخالف والسّفيه إلى الخلاف (?)

فالهاء من إليه عائد على السفه؛ لأنه جزء مدلول السفيه.

وقوله: أو كلّ أي: أو يذكر ما صاحب الضمير له أي للمذكور كل؛ فإن الجزء يدل على الكل كما يدل الكل على الجزء.

قال المصنف: ومن ذلك - والله أعلم - وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللَّهِ (?)؛ فإن الذهب والفضة بعض المكنوزات، فأغنى ذكرهما عن ذكر الجميع، كأنه قيل: -

طور بواسطة نورين ميديا © 2015