النفس بالكلية إليه1 لتناهي وضوحه، وتميّزه بسبب هذه الصفات، فخوطب تنبيهاً2 على أنّ من هذه صفاته، يجب أن يكون معلوم التحقق عند العبد متميزاً3 عن سائر الذوات، حاضراً في قلبه، بحيث يراه ويشاهده4 حال العبادة، وفيه تعظيم لأمر العبادة وإنها5 ينبغي أن تكون6 عن قلب حاضر، كأنه يشاهد ربّه ويراه، ولا يلتفت إلى ما سواه"7 إلى هنا كلامه8 وبعبارته.
ولا يذهب عليك أنه لم يصبْ في إطلاق المدبّر على الله تعالى، أمّا على أصل من قال: إن أسماء الله توقيفية9 فظاهر، وأمّا على10 أصل المخالف فيه، فلأنه شرط فيه أن لا يكون موهماً لما لا يليق بشأنه11 تعالى12، وفي المدبّر ذلك الإيهام، كما لا يخفى على ذوي الأفهام.