وَأَنت نموت فِي يَوْم وَاحِد فماتا عِنْد انْقِضَاء السّنة
وَقيل كَانَ بَدْء مَرضه أَنه اغْتسل فِي يَوْم بَارِد فَحم خَمْسَة عشر يَوْمًا وَتُوفِّي لَيْلَة الثُّلَاثَاء بَين الْمغرب وَالْعشَاء لثمان لَيَال بَقينَ من جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث عشرَة من الْهِجْرَة وَتُوفِّي وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ سنة وَيُقَال خمس وَسِتِّينَ وَالْأول أصح وَأوصى أَن تغسله أَسمَاء زَوجته فغسلته وَصلى عَلَيْهِ عمر وَنزل فِي حفرته ابْنه عبد الرَّحْمَن وَعمر وَعُثْمَان وَطَلْحَة بن عبد الله وَدفن إِلَى جنب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
أَبُو حَفْص عمر بن الْخطاب
هُوَ ابْن نفَيْل بن عبد الْعُزَّى بن ريَاح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كَعْب بن لؤَي وَأمه حنتمة بنت هِشَام بن الْمُغيرَة بن عبد الله بن عمر بن مَخْزُوم
أسلم فِي سنة سِتّ من النُّبُوَّة وَقيل سنة خمس قَالَ هِلَال بن يسَاف أسلم عمر بعد أَرْبَعِينَ رجلا وَإِحْدَى عشرَة امْرَأَة وَقَالَ اللَّيْث أسلم بعد ثَلَاثَة وَثَلَاثِينَ رجلا وَيُقَال إِنَّه أتم الْأَرْبَعين فَنزل جِبْرِيل وَقَالَ يَا مُحَمَّد استبشر أهل السَّمَاء بِإِسْلَام عمر وَظهر الْإِسْلَام يَوْم أسلم وَسمي الْفَارُوق لذَلِك وَكَانَ إِسْلَامه فتحا وهجرته نصرا وغضبه عزا وَرضَاهُ عدلا وَشهد بَدْرًا وأحدا والمشاهد كلهَا وَنزل الْقُرْآن مُوَافقَة لقَوْله ورأيه وَهُوَ أول خَليفَة دعِي بأمير المومنين وَأول من كتب التَّارِيخ للْمُسلمين وَأول من جمع الْقُرْآن فِي الصُّحُف وَأول من جمع النَّاس على قيام رَمَضَان وَأول من عز فِي عمله وَحمل الدرة وأدب بهَا وَفتح الْفتُوح وَوضع الْخراج ومصر الْأَمْصَار واستقضى الْقُضَاة وَدون الدِّيوَان وَفرض الأعطية وَحج بِأَزْوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي آخر حجَّة حَجهَا وَيُقَال كَانَ نقش خَاتمه كفى بِالْمَوْتِ واعظا يَا عمر
كَانَ أَبيض أمهق تعلوه حمرَة طوَالًا أصلع أجلح شَدِيد حمرَة الْعَينَيْنِ فِي عارضيه خفَّة وَقَالَ وهب صفته فِي التَّوْرَاة قرن من حَدِيد قوي شَدِيد
كَانَ لَهُ من الْوَلَد عبد الله وَعبد الرَّحْمَن وَحَفْصَة أمّهم زَيْنَب بنت مَظْعُون وَزيد الْأَكْبَر ورقية أمهما أم كُلْثُوم بنت عَليّ وَزيد الْأَصْغَر وَعبيد الله