الْمُسلمين وَكَانَ سَائِر الصَّحَابَة يعْرفُونَ تقدمه وفضله
وَذكر ابْن إِسْحَاق أَنه أسلم على يَد أبي بكر عُثْمَان بن عَفَّان وَطَلْحَة بن عبيد الله وَالزُّبَيْر وَسعد بن أبي وَقاص وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف
وَمِمَّا تفرد بِهِ من المناقب أَنه أول من جمع الْقُرْآن وتنزه عَن شرب الْمُسكر فِي الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام وَأول من قاء تحرجا من الشُّبُهَات
كَانَ أَبيض نحيفا خَفِيف العارضين أجنأ لَا يسْتَمْسك إزَاره يسترخي عَن حقْوَيْهِ معروق الْوَجْه غائر الْعَينَيْنِ ناتئ الْجَبْهَة عاري الأشاجع يخضب بِالْحِنَّاءِ والكتم وَقيل كَانَ نقش خَاتمه نعم الْقَادِر الله
كَانَ لَهُ من الْوَلَد عبد الله وَأَسْمَاء ذَات النطاقين وأمهما قتيلة وَعبد الرَّحْمَن وَعَائِشَة أمهما أم رُومَان وَمُحَمّد وَأمه أَسمَاء بنت قيس وَأم كُلْثُوم وَأمّهَا حَبِيبَة بنت خَارِجَة ولدتها بعد وَفَاة أبي بكر وَهِي الَّتِي قَالَ لعَائِشَة فِي حَقّهَا إِنَّمَا هما أَخَوَاك وَأُخْتَاك فَأَما عبد الله فَإِنَّهُ شهد مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الطَّائِف فجرح وبقى إِلَى خلَافَة أَبِيه وَأما أَسمَاء فَتَزَوجهَا الزبير فَولدت لَهُ عدَّة ثمَّ طَلقهَا فَكَانَت مَعَ ابْنهَا عبد الله بِمَكَّة حَتَّى قتل وَعَاشَتْ مائَة سنة وَمَاتَتْ بِمَكَّة بعد قتل ابْنهَا بِقَلِيل وَأما عبد الرَّحْمَن فَشهد يَوْم بدر مَعَ الْمُشْركين ثمَّ أسلم وَأما مُحَمَّد فَكَانَ من نساك قُرَيْش إِلَّا أَنه كَانَ فِيمَن أعَان على عُثْمَان يَوْم الدَّار وولاه عَليّ بن أبي طَالب مصر فقاتله صَاحب مُعَاوِيَة هُنَاكَ فَقتله وَأما أم كثلوم فَتَزَوجهَا طَلْحَة بن عبد الله
قَالَ الزُّهْرِيّ أهديت لأبي بكر خريرة فَأكل مِنْهَا هُوَ والْحَارث بن كلدة فَقَالَ الْحَارِث لأبي بكر ارْفَعْ يدك يَا خَليفَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالله إِن فِيهَا لسم سنة وَأَنا