ولما كان الحرف جاء لمعنى في الاسم والفعل، كذلك الحال، إنما ورد بأمر من الله تعالى، لمعنى في العلم والعمل، فذلك فضلة في الكلام، وهذا فضل من الملك العلام. وهو مبني على قوله (صلى الله عليه وسلم): من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم.
أعلم أن الاسم مشتق من السمو عند قوم، ومن السمة، وهي العلامة، عند قوم.
وكذلك أسماء الخلق مشتقة من: السمة وهي العلامة؛ لأن الله تعالى وسمهم بذلك، وأسماء الحق مشتقة من السمو، وهو العلو والرفعة؛ لأنه علا وسما بأسمائه وصفاته، فلا نظير له في أسمائه، كما لا نظير له في صفاته. قال الله تعالى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً}.
فلما أدخل الحق سبحانه وتعالى عباده مكتب التعليم، فطالع آدم لوح الوجود، فقرأ: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا}، وطالع محمد (صلى الله