ودبر ابْن مقلة انحدار الراضي الى وَاسِط مظْهرا انه يقْصد الاهواز حَتَّى يقبض على ابْن رائق فَأخذ مَعَه القَاضِي ابا الْحُسَيْن ليسمع الرسَالَة (1) من الْخَلِيفَة وَسَأَلَهُ ان (2) يتَقَدَّم بهَا الى ابْن رائق

فَلَمَّا حصل فِي دهليز الصحن التسعيني شغب عَلَيْهِ المظفر بن ياقوت مَعَ الحجرية وقبضوا عَلَيْهِ وَعرفُوا الراضي انه الْمُفْسد الاحوال وسألوه ان يستوزر غَيره وَذكروا عَليّ بن عِيسَى فَامْتنعَ فَاسْتَشَارَهُ الراضي فاشار باخيه عبد الرحمان فانفذ الراضي بالمظفر ابْن ياقوت الى عبد الرحمان فَأحْضرهُ

وزارة عبد الرحمن بن عِيسَى للراضي بِاللَّه

خلع عَلَيْهِ لاربع عشرَة لَيْلَة بقيت من جُمَادَى الاولى وَسَار الْجَيْش مَعَه الى دَاره واحرقوا دَار ابْن مقلة واستتر اولاده

وَحكي ان ابْن مقلة لما شرع فِي بِنَاء دَاره بالزاهر جمع لَهُ المنجمون حَتَّى اخْتَارُوا وقتا لبنائه وَوضع اساسه بَين الْمغرب وعشاء الاخرة فَكتب اليه بَعضهم ... قل لِابْنِ مقلة مهلا لَا تكن عجلا ... واصبر فانك فِي اضغاث احلام

تبني بانقاض دور النَّاس مُجْتَهدا ... دَارا ستنقض ايضا بعد ايام

مَا زلت تخْتَار سعد المشترين (3) لَهَا ... فَلم توق بِهِ من نحس إبهرام

ان الْقرَان وبطليموس مَا اجْتمعَا ... فِي حَال نقض وَلَا فِي حَال ابارم ...

وَجرى على ابْن مقلة من المكاره مَا يطول شَرحه وَضرب بالمقارع وَأخذ خطه بِأَلف الف دِينَار وَكَانَ بِهِ ضيق النَّفس لَان الدستواني دهقه على صَدره

قَالَ ثَابت بن سِنَان دخلت اليه لاجل مرض اصابه فرايته مطروحا على حَصِير خلق على بَارِية وَهُوَ عُرْيَان بسراويل وَمن رَأسه الى اطراف اصابعه كلون الباذنجان فَقلت انه مُحْتَاج الى الفصد فَقَالَ الخصيبي يحْتَاج ان يلْحقهُ كد فِي الْمُطَالبَة فَقلت ان لم يفصد تلف وان فصد ولحقه مَكْرُوه تلف فكاتبه الخصيبي ان كنت تظن ان الفصد يرفهك فبئس مَا تظن ثمَّ قَالَ افصدوه ورفهوه الْيَوْم ففصد وَهُوَ يتَوَقَّع الْمَكْرُوه

فاتفق للخصيبي مَا احوجه للاستتار فَكفى ابْن مقلة امْرَهْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015