وَحضر (1) ابْن قرَابَة وتوسط امْرَهْ وَضَمنَهُ حمله الى دَاره وَأطْلقهُ بعد أَيَّام وأنفذه الى ابيه
وكرهت الحجرية مقَام بدر الخرشني بالحضرة فَصَرفهُ الراضي عَن الشرطة وقلده (2) باصبهان وَفَارِس فاستعفى عبد الرحمان بن عِيسَى من الوزارة حِين عجز عَن تمشية الامور فَقبض عَلَيْهِ الراضي فِي رَجَب وَقبض على اخيه عَليّ بن عِيسَى وصادر عليا على مائَة الف دِينَار ادى مِنْهَا تسعين الْفَا وصادر عبد الرحمان على سعبين الف ادى مِنْهَا ثَلَاثِينَ
ولليلة بقيت من شعْبَان توفّي ابو بكر مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُجَاهِد (3) وَدفن عِنْد دَاره بسوق الْعَطش وَكَانَ مولده سنة خمس واربعين وَمِائَتَيْنِ
وَقَالَ ابو الْفضل الزُّهْرِيّ انتبه ابي فِي اللَّيْلَة الَّتِي مَاتَ فِيهَا ابو بكر بن مُجَاهِد الْمقري فَقَالَ يَا بني ترى من مَاتَ اللَّيْلَة فَانِي رَأَيْت فِي مَنَامِي كَأَن قَائِلا يَقُول قد مَاتَ اللَّيْلَة مقوم وَحي الله مُنْذُ خمسين سنة فَلَمَّا اصبحنا واذا بِابْن مُجَاهِد قد مَاتَ
ونقلت من خطّ رَئِيس الرؤساء ابي الْحسن بن حَاجِب النُّعْمَان كَانَ ابْن مُجَاهِد اذا ختم اُحْدُ عِنْده الْقُرْآن عمل دَعْوَة فختم اُحْدُ اولاد النجارين فَعمل دَعْوَة فَحَضَرَ ابو بكر واصحابه وَحضر الصُّوفِيَّة والقوالون فَلَمَّا قا رب ثلث اللَّيْل استدعى ابو بكر بن مُجَاهِد ازاره فطرحه على كتفه وَقَالَ امْضِي فِي حَاجَة وأعود فَلَا يَتبعني اُحْدُ قَالَ فعجبنا من خُرُوجه فِي ذَلِك الْوَقْت وظننا انه انكر سوء ادب ومكثنا منكرين فَلَمَّا كَانَ بعد ساعتين وافى وَعَاد الانبساط فسالناه عَن نهضته فَقَالَ اصدقكم نظرت فاذا انا فِي طيبَة وَلَذَّة وَذكرت ان بيني وَبَين فلَان الضَّرِير مقة وَشر ففكرت انني فِي هَذِه اللَّذَّة وان ذَاك وَاقِف بَين يَدي الله عز وَجل يتهجد وَلم احب ان اكون بِهَذِهِ الصّفة وَهُوَ على تِلْكَ الْحَال من ثقل الْقلب فَخفت من الله تَعَالَى ففصدته وَدخلت دَاره فَقبلت راسه واصلحت بيني وَبَينه فأمنت استحكامه وعدت الى مَا نَحن عَلَيْهِ وَأَنا طيب الْقلب
وَفِي شهر رَمَضَان ورد الْخَبَر بقتل ياقوت بعسكر مكرم وَدفن بهَا وَذَلِكَ ان جنده شغبوا عَلَيْهِ وَمن جُمْلَتهمْ ثَلَاثَة الاف اسود وَانْصَرف عَنهُ طَاهِر الجيلي فِي ثَمَانِيَة رجال الى الكرج وكبسه عَليّ بن بلقويه فقلل رِجَاله وَنَجَا طَاهِر بِنَفسِهِ واستأسر