وَمَات مُحَمَّد (1) بن ياقوت فِي الْحَبْس وَأخرج الى الْقُضَاة فشاهدوه وَسلم الى اهله وَبَاعَ الْوَزير ضيَاعه واملاكه
وغلا السّعر بِبَغْدَاد حَتَّى بلغ الْكر من الْحِنْطَة مائَة وَعشْرين دِينَارا وَالشعِير تسعين دِينَارا
وَمَات ابو عبد الله مُحَمَّد بن خلف النيرماني بالاعمال الَّتِى استولى عَلَيْهَا مزداويج وَكَانَ قد انفذ اليها
وَاقْبَلْ غلْمَان مزداويج (2) متقدمهم بجكم الى جسر النهروان فَأمروا بِدُخُول الحضرة وعسكروا بالمصلى واضطرب الحجرية لذَلِك فكاتبهم ابْن رائق وَهُوَ يتقلد اعمال المعاون بواسط وَالْبَصْرَة فانحدروا اليه فأسنى لَهُم الرزق وَجعل متقدمهم بجكم الرائقي وأتته الاعراب والقرامطة فقبلهم واستفحل امْرَهْ
سنة ارْبَعْ وَعشْرين وثلاثمائة
فِي شهر ربيع الاول مَاتَ الامير هَارُون بن المقتدر بِاللَّه واغتم عَلَيْهِ الراضي (3) غما شَدِيدا واتهم بختيشوع بانه افسد تَدْبيره فنفاه الى الانبار ثمَّ سَالَتْ فِيهِ السيدة فَأَعَادَهُ
وَأطلق المظفر بن ياقوت من الْحَبْس
وقلد ابْن مقلة مُحَمَّد بن طغج الاخشيد اعمال مصر مَعَ مَا اليه من الشَّام
وعزل عَن مصر احْمَد بن كيغلغ
وَقطع ابْن رائق مَال وَاسِط وَالْبَصْرَة وَاحْتج باجتماع الْجَيْش عِنْده
وَلما خرج المظفر بن ياقوت من الْحَبْس عول على التشفي من ابْن مقلة وَكَانَ قد حلف لَهُ على صفاء النِّيَّة
واعتضد ابْن مقلة ببدر الخرشني
وأوحش المظفر للساجية والحجرية فَصَارَت كلمتهم وَاحِدَة وَأَحْدَقُوا بدار السُّلْطَان وضربوا الخيم
وَكَانَ المظفر يظْهر للوزير انه مُجْتَهد فِي الصُّلْح فَحلف لَهُم وحلفوا لَهُ ولبدر الخرشني