وفيسنة عشْرين وثلاثمائة كَاتب الْحُسَيْن بن الْقسم دَاوُد وَسَعِيد ابْني حمدَان وَالْحسن (1) بن عبد الله بن حمدَان بمحاربة مونس فَامْتنعَ دَاوُد من لِقَاء مونس لانه لم يزل محسنا اليه فَمَا زَالَ بِهِ اهله حَتَّى لقِيه وَقَالَ هَذِه تغسل مَا فعله الْحُسَيْن بن حمدَان وابو الهيجاء فَكَانَ يَقُول وَالله اني اخاف ان يجي سهم نجار فَيَقَع فِي حلقي فَيَقْتُلنِي فَكَانَ حَاله كَذَلِك قتل وَحده بِسَهْم
وَكَانَ بَنو حمدَان فِي ثَلَاثِينَ الْفَا ومونس فِي ثَمَانمِائَة رجل فَانْهَزَمُوا وتعجب مونس من محاربة دَاوُد لَهُ وَكَانَ يَقُول يَا قوم فِي حجري ختن ولي عَلَيْهِ من الْحُقُوق مَا لَيْسَ لابيه
وَملك مونس اموال بنى حمدَان وَاسْتولى على الْموصل وَكثر خُرُوج النَّاس اليه
وَلما اقام بهَا تِسْعَة اشهر حمله من خرج اليه على الانحدار الى الحضرة وَبلغ الْجند بهَا انحداره فشغبوا وطالبوا بارزاقهم فاطلق لَهُم المقتدر ذَلِك واخرج مضرب الدَّم الى بَاب الشماسية
وتراجعت طلائع المقتدر وَبهَا سعيد بن حمدَان وَمُحَمّد بن ياقوت ومونس الورقاني (2)
واجتهد المقتدر بهَارُون ان يخرج للحرب
وَجَاء مُحَمَّد بن ياقوت والوزير الْفضل بن جَعْفَر الى المقتدر ومعهما ابْن رائق ومفلح وَقَالُوا ان الرِّجَال لَا تقَاتل الا بِالْمَالِ وسالوه فِي مِائَتي الف دِينَار من جِهَته وجهة والدته فَقَالَ لَيْسَ الى ذَلِك وَجه وَتقدم باصلاح الشذآت والطيارات لينحدر (3) هُوَ وَحرمه الى وَاسِط فَقَالَ لَهُ مُحَمَّد بن ياقوت اتَّقِ الله يَا امير الْمُؤمنِينَ وَلَا تسلم بَغْدَاد بِغَيْر حَرْب وان رجال مونس ان رأوك احجموا عَن الْقِتَال فَقَالَ لَهُ انت وَالله رَسُول ابليس
وَركب المقتدر وَمَعَهُ هَارُون بن غَرِيب وَمُحَمّد بن ياقوت وَسَائِر القواد وَعَلِيهِ الْبردَة وَبِيَدِهِ الْقَضِيب وَبَين يَدَيْهِ ابْنه الامير ابو عَليّ والانصار حافون بِهِ مَعَهم الْمَصَاحِف منشورة والقراء يقراون الْقُرْآن وَكثر الدُّعَاء لَهُ واصعد الى الشماسية ووقف على مَوضِع عَال
واشتبكت الْحَرْب ومونس بالراشدية لم يحضرها وَثَبت هَارُون وَمُحَمّد (4) وَصَارَ