قال: ذكر الأسباب الموجبة لفتنة الشّيخ تقي الدين والحنابلة

اتفق أن بعضَ أصحابه جاب له في سنة ثلاث وسبع مئة ... (?) كلّ طائفة على مذهبهم.

وفيه أيضًا: أن جميع من في الديار المصرية من قاضٍ وشيخ وفقير وعالم وعامّي وجاهل مُحِطّون على الشّيخ تقي الدين الحنبلي ما خلا القاضي شمس الدين الحنفي فإنّه متعصِّب له، وقاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة ساكت، وما عداهما مطلقون الألسنة في حقِّه.

وحاصل الأمر أنه جرى بالقاهرة في حقِّ الحنابلة من الأذى والإهانة والتنكيل أمر كبير قبل طلب الشّيخ تقي الدين وبعد وصوله وحبسه، وأُلزموا جميعهم بالرجوع عن العقيدة، وأُكرهوا أن يقولوا: القرآن هو المعنى القائم بالنفس، وأن ما في المصحف عبارة عنه، وأن ما هو موجود في المصاحف ومحفوظ في الصدور مقروء بالألسنة مخلوق، وأن القديم هو القائم بالنفس، وأُلزموا بنفي مسألة العلّو والتصريح بذلك، وأن (?) جميع ما ورد من أحاديث الصفات لا يُجْرى على ظاهرها بوجه من الوجوه، وحُكم عليهم إن لم يقولوا بذلك بالتجسيم، وجرى في حقّهم أذى كثير، وكان قاضيهم شرف الدين قليل البضاعة في العلم، فلم يَدْرِ ما يجيب به وتلكَّأ، وأخبروه رفقته الثّلاثة أن هذا الّذي يُدعى إليه ويُلْزَم به هو الصّحيح، فأجاب إلى موافقتهم،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015