ثمّ هو ألزمَ جماعةٌ من أصحابه هذه المقالة وأخذ خطوطَهم.

وكان من تكلم في أمر العقيدة القاضي زين الدين المالكي انتصارًا للشيخ نَصْر المَنْبجي، ونكاية في حق رفيقيه شرف الدين الحنبلي وشيخ مالكي يعرف بشرف الدين القَروي، وساعدهما جماعة من الشّافعيّة وغيرهم. وكانوا قد اتفقوا مع الأمير ركن الدين بيبرس المنصوري المعروف بالعُثماني والمتصرفين في الدولة على توهين هذه المقالة الّتي يعتقدها الحنابلة، وأنها بدعة، وقرروا ذلك معه، بحيث قام ينصرهم أتم قيام، ولم يُمكِنْ أحدًا معارضتُه ولا القيام بما يخالفه، فتم بأن قام في ذلك ما قصده.

وقرأت في بعض ما ورد من الكتاب أنه جرى على الحنابلة ما يعجزُ الإنسان أن يعبّر عنه، وفي بعضه: «ولقد تم على الطائفة الحنبلية شيء لم يجر مثلُه». (2/ 859 - 860)

قال: وفيها في آخر يوم من شهر رمضان ليلة العيد أحضر الأمير سيف الدين سلّار بطبقته بقلعة القاهرة القضاةَ الثلاثةَ الشّافعيّ والمالكي والحنفي، ومن الفقهاء: الباجي والجزري والنّمْراوي، وتكلم في إخراج تقي الدين ابن تيمية، فاتفقوا على أنه يُشْترط عليه أمور ويُلْزَم بالرجوع عن بعض العقيدة، فأرسلوا إليه من يُحضره ليتكلموا معه في ذلك، فلم يُجِب إلى الحضور، وتكرر الرسول إليه في ذلك ستّ مرات، وصمَّم على عدم الحضور في هذا الوقت، فطال عليهم المجلس، وانصرفوا عن غير شيء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015