فرسم بقراءتها، وكانوا قد بيَّتوا على جَمْع (?) الحنابلة، وجمعوهم في مقصورة الخطابة بالجامع، وبعد الصّلاة حضروا القضاة ومعهم الأمير ركن الدين العلائي إلى المقصورة، فقُرِئ تقليد القاضي نجم الدين باستمراره على القضاء، وقضاء العسكر، ونظر الأوقاف وزيادة المعلوم.
وقرئ بعده الكتاب الّذي يتعلّق بمخالفة تقي الدين ابن تيمية في عقيدته وإلزام القضاة خصوصًا الحنابلة، وفيه الوعيد الشديد والعزل من المناصب والحبس وأخذ المال والروح.
وبعض نُسْخةِ الكتاب:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
الحمد لله الّذي تنزَّه عن الشبيه والنظير، وتعالى عن المثيل، فقال -عَزَّ وَجَلَّ-: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]، نحمده على أن ألهمنا العمل بالسُّنَّة والكتاب، ودفع في أيامنا أسبابَ الشكّ والارتياب، ونشهد أن لا إله إِلَّا الله وحده لا شريك له، شهادةَ مَنْ يرجو بإخلاصه حُسن العُقبى والمصير، وينزِّه خالقه عن التحيّز في جهة لقوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الحديد: 4].
ونشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، الّذي نَهَج سبيل النجاة لمن سلك طريق مرضاته، وأمر بالتفكّر في آلاء الله، ونهى عن التفكّر في ذاته، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين علا بهم منار الإيمان