بحبسه وحبس أخويه شرف الدين وزين الدين معه، فحبسوهم في برج من أبراج القلعة، فقيل: دخل عليهم بعض غلمان الأمراء ومعه حلاوة، وتردَّد إليه جماعةٌ من الأمراء، فبلغ القاضي، فطلع واجتمع بالأمراء في أمره، وقال: يجب عليه التضييق إذا لم يقبل، وإلا فقد ثبت كفره ووجب قتله، فنقلوه وأخويه إلى الجبِّ بقلعة الجبل ليلة عيد الفطر.
وبعد قيام تقي الدين ابن تيمية من المجلس المذكور تكلَّم قاضي القضاة بدر الدين ابن جَماعة في مسألة القرآن المجيد وشيء من عقيدة الإمام الشّافعيّ رضي الله عنه، فقيل لقاضي القضاة شمس الدين الحنفي السروجي: ما تقول في ذلك؟ فقال: كذا أقول وأعتقد، فقالوا بعده لقاضي القضاة شرف الدين الحنبلي: ماذا تقول؟ فتلَجْلَج، فقال له الشّيخ شمس الدين القروي المالكي: جدِّد إسلامك وإلا ألحقوك به، أنا أحبك وأنصحك، فخجل فلقَّنه قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة ما يقول، فقال الّذي لقنه، وانفصل المجلس.
ووصل كتاب للشيخ علاء الدين القونوي إلى القاضي جلال الدين القزويني يخبر بذلك، وورد عقيب ذلك كتاب من فخر الدين المعايكي إلى الشّيخ كمال الدين ابن الزَّمَلْكاني بذلك، ويخبر أن السلطان رسم بعزل جماعة من متولي دمشق يأتي ذكرهم. (2/ 846 - 853)
وقال: وكان قاضي القضاة عرض الكتب (?) على ملك الأمراء،