يباشر الحكم، فلما كان ثامن عِشْري شعبان وصل بريديٌّ من مصر وعلى يده كتابان: كتاب لملك الأمراء، وكتاب لقاضي القضاة بعوده إلى ولايته ويقولون في الكتاب:

فرِحْنا باجتماع رأي العلماء على عقيدة الشّيخ، فباشر القاضي يوم الخميس مستهل رمضان، وسكنت القضية.

فلما كان يوم الاثنين خامس رمضان وصل من السلطان بريديٌّ يُعرف بالعُمَري إلى دمشق بطلب قاضي القضاة نجم الدين ابن صَصْرَى وتقي الدين ابن تيمية، ويقولون: تُعرِّفوننا ممّا وقع في زمن جاغان سنة ثمان وتسعين وست ومئة بسبب عقيدة ابن تيمية وفيه إنكار عليه، وأن تكتبوا لهم صورة العقيدتين الأولى والأخيرة، فطلبوا القاضي جلال الدين الحنفي وسألوه عما جرى في أيامه. فقال: نُقِل عنه كلام قاله فطلبناه فأجاب عنه، وكذلك القاضي جلال الدين القزويني، فإنّه أحضر العقيدة الّتي كانت قد أُحضرت في زمان أخيه (?)، وجرى ما تقدّم ذكره، وتحدَّثوا مع ملك الأمراء في أن يكاتب في أمرهم فأجاب.

فلما كان يوم السبت عاشر رمضان، وصل غلام ملك الأمراء على البريد من مصر، وأخبرَ أنَّ الطلب على ابن تيمية كثير، وأنَّ القاضي (?) قد قام في قضيته قيامًا عظيمًا، وأن الأمير ركن الدين الجاشنكير معه في هذا الأمر، ونقل أشياءَ كثيرة عن الحنابلة قد وقعت بالديار المصرية،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015