وأن بعضهم قد عُزِّروا، وأن القاضي الحنبلي والمالكي جرى بينهما كلام، فلما سمع ملكُ الأمراء كلامَه انحلَّت عزائمه عن المكاتبة بسببهم، وحضر البريديُّ العُمَري، وقال له: إمّا أن تسيّرهما معي، وإما أن تكتب جواب المطالعة، فلما كان بكرة يوم الأحد حادي عشر شهر رمضان حضر شمس الدين محمّد المَهْمَندار إلى تقي الدين ابن تيمية وقال له: قد رسم ملك الأمراء أن تسافر غدًا أنت والقاضي، فأجاب بالسمع والطاعة، وراح إلى القاضي وعرّفه، وشرعوا في تجهيز أشغالهما، وسافروا في يوم الاثنين ثاني عشر شهر رمضان، فسافر القاضي خامسة النهار، وتقي الدين الثامنة، وفي صحبته أخواه: الشّيخ شرف الدين عبد الله، وزين الدين عبد الرّحمن، ومن أصحابه: شرف الدين ابن منجّا، وتقيّ الدين [أبو حفص بن] شُقَير، وفخر الدين وعلاء الدين أولاد الصائغ، وشمس الدين التّدْمري وغيرهم.

وفي يوم الجمعة سابع شوال وصل البريد إلى دمشق وأخبر بوصول القاضي نجم الدين وتقي الدين إلى القاهرة يوم الخميس ثاني عشري رمضان.

وفي يوم الجمعة ثالث عشريه (?) عُقِد له مجلس في دار نائب السلطنة بقلعة القاهر، حَضَره القضاة والعلماء والفقهاء والأمراء والأمير ركن الدين الجاشنكير عقيب صلاة الجمعة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015