فهو إمامٌ لكل فضلٍ ... يحوطه الله بالكلايه

(2/ 734 - 735)

(سنة 703)

قال: فلما كان بكرة الاثنين ثاني عشري الشهر، وصل صدر الدين (?) على البريد إلى دمشق، وتلقَّاه جماعة، وحضر عند نائب السلطنة بالقصر، وانفصل عنه قاصدًا للجامع المعمور عَقيبَ الظهر، ففُتِح له باب دار الخطابة، فدخلها، وحضر المهنئون والمؤذنون والقراء والناس على اختلاف طبقاتهم، فلما حضرت (?) العصر صلّى بالناس بالمقصورة، وعلم من قوَّة نفسه وهمَّته أنه لا يترك شيئًا من المناصب الّتي وليها والتي كان مباشرها، وأنه يستعيد الشامية الجُوَّانية من كمال الدين ابن الزَّمَلْكاني، والعذراوية من القاضي جلال الدين، واختلف النَّاس في أمره، فطائفة تختاره، وطائفة ما تختاره، وبقوا حزبين، فاتفق رأي جماعةٍ على القيام عليه مع الشّيخ تقيّ الدين ابن تيمية، فاجتمع بالكَلَّاسة بعد الظهر يوم الأربعاء رابع عِشْري الشهر، كانوا خلقًا كثيرًا، وتوجهوا إلى القصر الأبلق إلى نائب السلطنة، وكان منهم قاضي القضاة نجم الدين ابن صَصْرَى، وابن الحريري، وكمال الدين [ابن] الشريشي، والقاضي جلال الدين القَزْويني، والشيخ محمّد بن قوام، والشيخ علي الكردي، وعلاء الدين ابن العطار، وتقي الدين ابن تيمية، وجماعة من الفقهاء والفقراء وعامة التجار والناس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015