والعصر مطر عظيم غزير، ويوم الاثنين رابِعِه وصل الشّيخُ تقي الدين ابن تيمية وأصحابه بكرة النهار والناس يُهنّئونهم ويصافحونهم، وخرج خلق وجمع كثير من البلد إلى مكان الوقعة لأجل الفُرْجة والعيان والمكاسب، ووصل نائب الشّام والعسكر الشامي معه وتوجهوا إلى جهة المرج، ونودي: أن لا يبيت بالبلد منهم أحد، ومن بات شُنِق وسبب ذلك الإسراع خلف المنهزمين، ونودي: من أراد الكسب والغزاة فليخرج إلى الثنية فإن هناك طائفة منهم. (2/ 695 - 696)
قال: وفيها (سنة 702)، توفي الشّيخ المحدِّث الفقيه نجم الدين موسى بن إبراهيم بن يحيى الشَّقْراوي الحنبلي بقاسيون ودفن به من الغد، وكان فاضلًا، سمع على الحافظ ضياء الدين، وعلى جماعة كثيرة، واشتغل كثيرًا بالفضائل، وله نظم حسن، فمنه ما مدح به شيخَنا العلّامة تقيَّ الدين أبا العباس أحمد ابن تيمية الحراني، رحمه الله تعالى قوله:
إن بَني المجد (?) أهلُ بيتٍ ... لله في بيتهم عنايه
ما زال في بيتهم إمامٌ ... يقول بالعدل في الولايه
فأحمدٌ أحمدٌ مقامًا ... في العلم والفضل والدِّرايه
فخذ علوم الحديث نصًّا (?) ... تُسْنَد بالنقل والروايه