وهي عالقة علوقاً - وليس التصاقاً - بواسطة تلك الاستطالات التي غرستها في مخاطبة الرحم، وما أجدرنا هنا أن نُعِّرج على هذه الآيات التي تذكر الإنسان بتلك اللحظات التي كان فيها مجموعة خلوية عالقة بجدار رحم الأم، تستمد منها الدفء والغذاء والسكن، فيقول في أول سورة نزلت من القرآن، وأسماها الحق تبارك وتعالى بالعلق {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خلق الإنسان من علقٍ} (العلق:1-2)
ـ من العلقة إلى المضغة: {فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً} (المؤمنون:14) .
بعد عملية العلوق تبدأ مرحلة المضغة في الأسبوع الثالث، بتشكل اللوحة المضغية، وذلك ابتداءً من الخلايا المضغية صلى الله عليه وسلمmbryoblast،وهي الخلايا التي بقيت بعد انفصال الخلايا المغذية.واللوحة المضغية هي عبارة عن قرص مؤلف في البدء من وريقتين: خارجية صلى الله عليه وسلمctoderm،وداخلية صلى الله عليه وسلمndoderm،ثم تتشكل بينهما وريقة ثالثة هي الوريقة المتوسطة ’Mesoderm،وحتى نهاية الأسبوع الرابع لايكون هناك أي تمايز لأي عضو أو جهاز،ويمكن أن نسمي هذه المرحلة بالمضغة غير المخلقة. ثم يمر الحمل في أدق مراحله وأصعبها، حيث يطرأ على اللوحة المضغية المؤلفة من الوريقات الثلاث جملة تغيرات نسيجية هادفة ومدهشة ابتداء من الأسبوع الخامس، وتسمى بعملية التمايز عز وجلefferention،أو كما أسماها القرآن (التخلق) ،فكل زمرة من خلايا هذه الوريقات تأخذ على عاتقها تشكيلاً واحداً من أجهزة الجسم أو أعضائه، وذلك في إطار من التكامل والتنسيق بين هذه الأجهزة،وهي تنمو وتتطور، ليكون الإنسان في أحسن تقويم،وتنتهي عملية التخلق في نهاية الشهر الثالث تقريباً، ويكون طول الجنين عندها (10) سم،ويزن حوالي (55) ج.ويمكن