خَصَّه هو بهذه الآيات،وإن كانت قد نزلت منذ أربعة عشر قرناً من الزمان، لأنها تخاطبه باللغة التي يتباهى بها اليوم!!
فهذه الآيات تحوي على إيجازها أهم أطوار تخلق الجنين في بطن أمه وهي "النطفة، والعلقة، والمضغة، ومرحلة تخلق الأجهزة، ثم الخلق الآخر" هذه الأطوار التي استخدم لها القرآن ألفاظاً لم يستطع العلم الحديث إلا أن يستخدمها، وبذلك نجد أن الآيات القرآنية قد جاءت إضافة لإعجازها العلمي بإعجاز بلاغي فريد ومدهش.والآن لنسر مع آيات القرآن في تلك الأطوار التي أشارت إليها:
ـ من النطفة إلى العلقة: {ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً} (المؤمنون: 14) ما إن يتم التحام النطفة بالبيضة، حتى تباشر البيضة الملقحة بالانقسام إلى خليتين، فأربع، فثمانٍ، وهكذا دون زيادة في حجم مجموع هذه الخلايا عن حجم البيضة الملقحة، وتتم عملية الانقسام هذه والبيضة في طريقها إلى الرحم، تدفعها حركة أهداب البوق، والتقلصات العضلية المنتظمة لعضلات جدار البوق. حتى إذا وصلت إلى الرحم كانت كتلة من الخلايا الصغيرة الضلعة، يطلق عليها اسم التوته Marula حيث تشبه ثمرة التوت بتقسيمها الخارجي، ثم لاتلبث الخلايا السطحية لهذه الكتلة ان تفترق عن الخلايا الداخلية، وتصبح بشكل خلايا أسطوانية، ومهمة هذه الخلايا تأمين الغذاء وتسمى بالخلايا المغذية – Troph blast وبذلك يصبح محصول الحمل قابلاً للتعشيش، فتغرس الخلايا المغذية استطالاتها في مخاطبة الرحم،وتستمر عملية العلوق مدة (24) أربع وعشرين ساعة، وبذلك تنتهي مرحلة تشكل العلقة. وقد لا يدرك روعة التصوير القرآني لهذه المرحلة بالعلقة إلا من شاهد تلك الكتلة الخلوية