تعاطى فعلاً إن خيراً وإن شراً فاستمر عليه يصير ذلك طبعاً له ملازماً لا يرجع عنه، ولم ينسب المنع من الإيمان إلى نفسه إلا بعد ذكر ما كان من إساءة العبد نحو قوله: (إنا جعلنا الشيطاين أولياء للذين لا يؤمنون) . فخص الذين لا يؤمنون بأن جعل الشيطان أولياءهم وقال تعالى: (ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد كتب عليه أنه من تولاه فإنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير) . وقال تعالى: (إن الذين لا يؤمنو بالآخرة زيّنا لهم أعمالهم فهم يعمهون) . قال الشاعر:
زُين في عينك القبيح كما ... زُين في عين غيرك الحسنُ