بعض الفقهاء عن هذه الآية فقال أُريد بها مكة فقال: " وا عجبا وأيُّ أرض أكثر تخطفاً لمن حولها من مكة. ويدل على ما قال قول الله تعالى بعد ذلك: (وما أوتيتم من شيءٍ فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خير وأبقى أفلا تعقلون) وكذلك قوله تعالى: (وإذا قيل لهم أسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سُجَّداً نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين) . والسفر الموعود بالغنيمة بقول النبي صلى الله عليه وسلم: " سافروا تغنموا " هو السفر إلى هذه الدار. وكذلك القرار المدّعو إليه من جهة المثل بقوله ففرُّوا إلى الله. وكذا الحج الأكبر الذي دعا الناس إليه بقوله: (وأذانٌ من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر) وقوله تعالى: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا) وكذا الجهاد الأعظم في قوله تعالى: (وجاهِدوا في الله حقَّ جهادِهِ) والهجرة الكبرى في قوله تعالى: (أَلم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها) .