وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراطٍ مستقيم) وقوله تعالى: (الله نور السموات والأرض) . ومن وجهٍ وسيلةٌ إلى الله عز وجل كما قال: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة) . وقال فيمن مدحهم: (يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيُّهم أقرب ويرجون رحمته) وقوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً) وقوله تعالى: (فليتفرقوا في الأسباب) . ومن وجهٍ هو الطريق المستقيم كما قال الله تعالى: (وإن هذا صراطي مستقيماً) .

فصل

ذكر بعض الحكماء أن الأرض المقدسة المذكورة في قوله تعالى: (يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم) . هي في الدنيا الشريعة وفي الآخرة الجنة لأنها هي التي إذا دخلها الإنسان لا يرتد على دُبُره ونال السعادة الكبرى بلا مثنوية. فأما بيت المقدس في الأرض فإن من يدخله فبنفس دخوله إياه لا يستحق مثوبة بل المثوبة تستحق بأُمور أُخر يكون دخوله المكان الذي هو بيت المقدس آخرها بعد أن يكون دخوله على وجه مخصوص. قال وعلى هذا الحرم المذكور في قوله تعالى: (أو لم يروا إنا جعلنا حَرماً آمناً ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون) . وسأل جعفر بن محمد الصادق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015