في سبب تفاوت الناس أسباب ذلك سبعة أشياء: الأول اختلاف الأمزجة وتفاوت الطينة واختلاف الخلقة، كما أشير فيما روي أن الله تعالى لما أراد خلق آدم عليه السلام أمر أن يؤخذ من كل أرض قبضةٌ، فجاء بنو آدم على قدر طينتها الأحمر والأبيض والأسود والسهل والحزْنُ والطيب والخبيث، وإلى نحو هذا أشار الله تعالى بقوله: (والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خَبُثَ لا يخرج إلاّ نكدا) . وقال تعالى: (هو الذي يصوّركم في الأرحام كيف يشاء) والثاني اختلاف أحوال الوالدين في الصلاح والفساد، وذلك أن الإنسان قد يرث من أبويه آثار ما هما عليه من جميل السيرة والخلق وقبيحهما، كما يرث مشابهتَهُما في خلقهما، ولهذا قال الله تعالى: (وكان أبوهما صالحا) . وعلى نحوه روي أنه قال التوراة " إِني إذا رضيتُ باركتُ وإِن بركتي لتبلغ البطن السابع وإذ