أرعن ملق قَذِر شَبِق كإنه خنزير أجيع فأٌرسل في جِلَّة يأتيه أحياناً بأطعمة خبيثة فيكرهه على تناولها، فهو يحتاج أن يصابرهم حتى يقطع سفره، فيبلغ أرضاً مقدسة يشرق فيها النور ويشرب فيها الذئب والنعجة من حوض واحد فيأمن فيها بوائقهم، ومن حيلته التي ترجى أن يسلم منهم بها أن يسلط هذا البطش الزّعِر على هذا الأرعن الملق حتى يزبره زبراً وأن يطفي غلو هذا الزعر التائه بخلابة هذا الأرعن المَلِق، وأن لا يجنح إلى الباهت المتخرص حتى يؤتيه موثقاً من الله غليظاً ثم يصدقه فيما ينهيه إليه، فجعل الملق الباهت كناية عن الوهم، والبطش الزعر عن الغضب، والأرعن الملق عن الشهوة، وجعل الأرض المقدسة عبارة عن دار السلم، وذكر أن حيلته في أن يسلم منهم أن يدفع بعض هذه القوى ببعض دفع الشر بالشر.