يعنى اليهود وَالنَّصارى وَالصَّابِئِينَ وهم قوم (?) يصلون للقبلة (?) ، يقرءون الزبور ويعبدون الملائكة، وذلك
أن سُلَمَان الفارسي كان من جند سابور، فأتى النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأسلم وذَكِر سَلْمان أمر الراهب وأصحابه، وأنهم مجتهدون فِي دينهم يصلون ويصومون، فَقَالَ النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
هُمْ فِي النار
فأنزل الله- عز وجل- فيمن صدق منهم بمحمد- صلى الله عليه وسلم- وبما جاء به إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا يعني صدقوا يعني أقروا وليسوا بمنافقين وَالَّذِينَ هادُوا وَالنَّصارى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً يَقُولُ من صدق منهم بِاللَّه- عَزَّ وَجَلّ- بأنه واحد لا شريك لَهُ وصدق بالبعث الَّذِي فِيهِ جزاء الأعمال بأنه كائن فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ من نزول العذاب وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ- 62- عِنْد الموت (?) . يَقُولُ إن الَّذِين آمنوا يعني صدقوا بتوحيد اللَّه- تَعَالَى- ومن آمن من الَّذِين هادوا ومن النَّصارى ومن الصابئين من آمن منهم بِاللَّه واليوم الآخر فيما تقدم إلى آخر الآية وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ فِي التوراة وأن تعملوا بما فيها فَلَمَّا قرءوا التوراة وفيها الحدود والأحكام كرهوا أن يقروا بما فيها رفع اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- عليهم الجبل ليرضخ به رءوسهم، وذلك قوله- سُبْحَانَهُ-: وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ يعني الجبل فَلَمَّا رأوا ذَلِكَ أقروا بما فيها فذلك قوله: وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ واقِعٌ بِهِمْ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ يَقُولُ ما أعطيناكم من التوراة بالجد والمواظبة عَلَيْه وَاذْكُرُوا يَقُولُ احفظوا ما فِيهِ من أمره ونهيه وَلا تضيعوه لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ- 63- يَقُولُ لكي تتقوا المعاصي ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ يَقُولُ أعرضتم مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عن الحق