القوم من طلب الثار كما هي، فما كانت القلوب تميل اليه كل الميل ولا تنقاد له الرقاب كل الانقياد، وكانت المصلحة ان يكون القيام بهذا الشان لمن عرفوا باللين والتودد، والتقدم بالسن، والسبق فى الإسلام، والقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم) (?) .
3- ومن مذهب الزيدية جواز خروج إمامين فى قطرين مختلفين فى وقت واحد بحيث يكون كل واحد منهما اماما فى قطره الذي خرج فيه، ما دام متحليا بأوصاف الامامة.
4- ويعتقد الزيديون بان مرتكب الكبيرة مخلد فى النار ما لم يتب توبة نصوحا. وقد اقتبسوا هذه المقالة من المعتزلة، لان زيدا رحمه الله كان ينتحل نحلة المعتزلة.
ولما قتل زيد بايع الزيديون ابنه يحيى، فلما قتل هو ايضا، بويع بعده محمد الامام، وابراهيم الامام، فقتلهما ابو جعفر المنصور، ولم ينتظم امر الزيدية بعد ذلك، ومالوا عن القول بامامة المفضول، ثم أخذوا يطعنون فى الصحابة كسائر الشيعة، فذهبت عنهم بذلك اولى خصائصهم (?) .
أسلفنا ان مقاتلا كان شيعيا زيديا، ونضيف هنا ان تشيعه كان مقصورا على تفضيل الامام على كرم الله وجهه على سائر الصحابة، وان مظهر هذا التشيع فى تفسيره كان هو تخصيص الامام ببعض آيات المدح والثناء فى القرآن، ولو كانت عباراتها عامة تشمله وغيره.
وإليك نماذج من تفسير مقاتل تدل على تشيعه:
فى الآية 71 من سورة التوبة يقول الله تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ قال مقاتل: يعنى المصدقين والمصدقات بتوحيد الله، يعني أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه (?) .
وفى الآية 25 من سورة الأنفال يقول الله تعالى: وَاتَّقُوا فِتْنَةً قال مقاتل: