- 12- تأثير الإسلام فى اليهودية

ان المقارنة بين عادات اليهود قبل اتصالهم بالمسلمين وعباداتهم بعد هذا الاتصال ببضعة اجيال تثبت ان القدوة بالمسلمين عادت باليهود الى احياء السنن التي هجروها من عباداتهم الاولى وعلمتهم سننا اخرى لم يعلموها ومنها شعائر فى صميم العبادة كشعائر الوضوء والغسل ونظام الصلاة الجامعة وغيرها من الصلوات. فلم يرد فى نصوص التلمود ذكر للوضوء اكثر من غسل اليدين، ولم يرد امر بالغسل من الجنابة فى كتب اليهود. قال موسى بن ميمون (انه لا يرى فى كتب السلف الأولين ما يوجد غسل الجنابة ولكنه يغتسل بحكم العادة حيث عاش ونشا فى بلاد المسلمين) (?) .

وقد كانت صلاة الهمس تصلى فى المعابد الاسرائيلية، وكان جمهور المصلين يتحدثون الى من بجوارهم ويبصقون ويثرثرون أثناء صلاة الهمس، ظنا منهم ان الصلاة مقصورة على ما يهمس به الكاهن ولا يسمعونه.

وكانت خير وسيلة للقضاء على هذه الحالة ان دعا بعض المصلحين اليهود (مثل ميمون بن مهران) الى ان يسلك اليهود مسلك المسلمين فى صلواتهم الجامعة. بعد الاقتداء بهم فى فرائض الوضوء والتطهر، ورعاية ادب المسجد من جميع الوجوه.

وفى هذا كله تفنيد لخرافة القائلين بان الإسلام شعبة من اليهودية او ان الإسلام مدين لها بشعائره واحكامه.

فالواقع ان اليهودية بعد الإسلام قد استفادت من آدابه وشعائره كما استفادت من ثقافته فى علم الأصول وفى نحو اللغة وعروضها وأوزان شعرها (?) .

واما قبل الإسلام فمصادر اليهودية فى المسائل المتفق عليها هي مصادر الإسلام، كلاهما دين سماوي من عند الله، بيد ان اليهود حرفوا كلام الله وكتموا بعض احكام التوراة بينما حفظ الله القرآن الكريم من التحريف والتبديل: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015