ولكن التوراة تعرضت لكل ذلك واكثر منه فابانت ان الجنة فى عدن شرقا، وان الشجرة التي نهيا عنها كانت فى وسط الجنة، وانها شجرة الحياة، وذكرت ما انتقم الله به من حواء بتعبها هي ونسلها فى حيلها.. إلخ (?) .
وقد نقل بعض المفسرين عن مقاتل بن سليمان قصة آدم وإبليس فى تفسيرهم (?) . كما ذكروا كثيرا من الاسرائيليات بجوار تفسيرهم للقرآن. ويهيأ للقارىء ان هذه الاسرائيليات التي لا نعرف صدقها من كذبها بيان لمعنى قول الله سبحانه، وتفصيل ما أجمل فيه، وحاشا لله ولكتابه من ذلك.
«وان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ اذن بالتحدث عنهم- أمرنا الا نصدقهم ولا نكذبهم. فأي تصديق لرواياتهم وأقاويلهم أقوى من ان نقرنها بكتاب الله ونضعها منه موضع التفسير او البيان؟! اللهم غفرا» (?) .
تنقسم الاخبار الاسرائيلية الى اقسام ثلاثة:
القسم الاول: ما يعلم صحته بان نقل عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نقلا صحيحا، او كان له من الشرع شاهد يؤيده. ومنه تعيين اسم صاحب موسى عليه السلام بانه الخضر، فقد جاء هذا الاسم صريحا فى حديث البخاري (?) . وهذا القسم بنوعيه صحيح مقبول.
القسم الثاني: ما يعلم كذبه بان يناقض ما عرفناه من شرعنا، او يكون مخالفا لما يقرره العقل، وهذا القسم لا يصح قبوله ولا روايته.
القسم الثالث: هو المسكوت عنه، فلا هو من قبيل الاول، ولا هو من قبيل الثاني. وهذا القسم نتوقف فيه فلا نصدقه ولا نكذبه.