6- ومنهم من ذهب الى ان هذه الحروف ذكرت للتحدي وبيان اعجاز القرآن وان الخلق عاجزون عن الإتيان بمثل القرآن مع انه مركب من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها (?) .

وفى هذا دلالة على انه ليس من صنع بشر، بل تنزيل من حكيم حميد. وقد لاحظ اصحاب هذا الرأي ان فواتح السور مكونة فى جملتها من اربعة عشر حرفا هي نصف حروف الهجاء، كما انها حوت فوق ذلك من كل جنس من الحروف نصفه فقد حوت نصف الحروف المهموسة (?) ، ونصف المجهورة (?) ، ونصف الشديدة (?) ، ونصف الرخوة (?) ، ونصف المطبقة (?) ، ونصف المنفتحة (?) .

«وقال القاضي ابو بكر: انما جاءت على نصف حروف المعجم، كأنه قيل:

من زعم ان القرآن ليس بآية فليأخذ الشطر الباقي، ويركب عليه لفظا معارضة للقرآن. وقد علم ذلك بعض ارباب الحقائق» (?) .

والرأي الأخير قد انتصر له الزمخشري (ت 538، هـ) فى كشافه أتم انتصار، ومال اليه ابن كثير (ت 774 هـ) فى مقدمة تفسيره (?) وضعف ما عداه، ونقل ابن كثير عن بعضهم انه لخص فى هذا المقام كلاما فقال: (لا شك ان هذه الحروف لم ينزلها سبحانه وتعالى عبثا ولا سدى، ومن قال من الجهلة ان فى القرآن ما هو تعبد لا معنى له بالكلية فقد أخطأ خطا كبيرا، فتعين ان لها معنى فى نفس الأمر، فان صح لنا فيها عن المعصوم شيء قلنا به، والا وقفنا حيث وقفنا وقلنا (آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015