وإذا قرانا تفسير مقاتل وجدنا ان هذه التهم مبالغ فيها، فتفسير مقاتل تفسير رجل مؤمن بالله، مقر بالتوحيد، بيد انه بالغ فى اثبات بعض الصفات حتى اتهم بالتشبيه والتجسيم.
والآن وقد رأينا ما قال الناس عن مقاتل- نرى لزاما علينا ان نرى ما قال مقاتل نفسه فى تفسير آيات الصفات، وهي الآيات التي يوهم ظاهرها مشابهة الله سبحانه للمخلوقات.
من ذلك الآيات التي تثبت ان لله وجها، وان لله يدا، وان لله عينا، وان الله استوى على العرش، ونحو ذلك.
قال تعالى: فى سورة (الرحمن/ 26- 27) : (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ. وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) .
وقال تعالى فى سورة (القصص/ 88) : كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ.
قال مقاتل (?) : يقول سبحانه كل شيء من الحيوان ميت، ثم استثنى نفسه جل جلاله بأنه تعالى حي دائم لا يموت فقال جل جلاله الا وجهه يعنى الا هو.
فمقاتل يفسر وجه الله على انه هو الله، وهذا ما ذهب اليه ابو عبيدة (?) ، والطبري (?) ، والبغدادي (?) .
اما المعتزلة، فهم يرون فى معنى قوله تعالى: «وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ» اى «ويبقى الله من غير ان يكون له وجه» ، يقال انه الله، ولا يقال ذلك فيه (?) .
وقالوا ان كلمة الوجه فى هاتين الآيتين زائدة، فيكون المعنى «ويبقى ربك» ،