قال يحيى بن شبل كنت جالسا عند مقاتل، فجاء شاب فسأله ما يقول فى قول الله تعالى كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ (?) ؟ فقال مقاتل: هذا جهمي. قال ما أدرى ما جهمي، ان كان عندك علم فيما أقول والا فقل لا أدرى.
فقال: ويحك، ان جهما والله ما حج هذا البيت، ولا جالس العلماء، انما كان رجلا اعطى لسانا، وقوله تعالى: كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ، انما هو كل شيء فيه الروح، كما قال لملكة سبا وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ (?) لم تؤت الا ملك بلادها.
وكما قال وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً (?) لم يؤت الا ما فى يده من الملك. ولم يدع فى القرآن من كل شيء وكل شيء الا سرده علينا) (?) .
غير ان مقاتلا اتهم بالتشبيه والكلام فى الصفات (?) بما لا يحل.
قال ابن حبان «كان مشبها يشبه الرب سبحانه بالمخلوقين» (?) .
وقال ابو حنيفة: أتانا من المشرق رأيان خبيثان جهم معطل ومقاتل مشبه (?) وقال محمد بن سماعة عن ابى يوسف عن ابى حنيفة: (أفرط جهم فى النفي حتى قال انه ليس بشيء، وأفرط مقاتل فى الإثبات حتى جعل الله مثل خلقه) (?) وقد وجهت هذه التهم الى مقاتل فى حياته فدافع عن نفسه، وقال (انما اثبت ما جاء فى القرآن ولا أزيد عليه) . قال على بن الحسين بن واقد: (سال الخليفة مقاتل بن سليمان، فقال له: بلغني انك تشبه! فقال: انما أقول: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) . فمن قال غير ذلك فقد كذب) (?) .