فيه (?) ، وكان مقاتل ذا منزلة كبيرة ونفوذ واسع فى بلخ (?) ، وكان مقربا إلى سالم بن أحوز المازني- قائد نصر بن سيار فى خراسان، وبذلك استطاع مقاتل أن ينفى جهما إلى ترمذ (?) .

إذا علمنا هذا حق لنا أن نقول أن مقاتلا قد ولد قبل موت الضحاك بزمن غير قليل.

ثم أن رواية الجلاب عن ابراهيم الحربي بأن مقاتلا ولد بعد موت الضحاك بأربع سنين- يترتب عليها أن مقاتلا قد ولد سنة 106 أو سنة 109، أى أن عمر مقاتل عند وفاة جهم بن صفوان (المتوفى سنة 128 هـ) كانت تسعة عشر عاما، وهي سن لا تسمح لصاحبها بأن يكون صاحب نحلة ومذهب فى العقيدة، فضلا عن أن يكون مقربا الى القادة والحكام.

وقد ذكر المؤرخون (?) أن الحارث بن سريج- صاحب الراية السوداء- ثار على الحكم الأموى سنة 116 هـ/ 734 م، وسيطر على شرق خراسان وتحالف مع الأتراك.

ولما حاول سالم بن أحوز المازني قائد نصر بن سيار فى خراسان مفاوضة الحارث بن سريج- أوفد مقاتل بن سليمان لعرض الصلح عليه، وكان جهم بن صفوان يمثل الحارث بن سريج فى هذه المفاوضات (?) .

ومعنى هذا أن مقاتلا وجهما التقيا مرة أخرى فى حوار سياسي، وكان مقاتل يمثل أتباع الدولة الأموية، أما جهم فكان يمثل من خرج عليها.

وقد أخفقت ثورة الحارث بن سريج، وقتل جهم على يد سالم بن أحوز سنة 128 هـ/ 745 م (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015