ثم نعت المسلمين فقال: أُولئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا يقول نجزيهم بإحسانهم ولا نجزيهم بمساوئهم، والكفار يجزيهم بإساءتهم ويبطل إحسانهم لأنهم عملوا ما ليس بحسنة، ثم رجع إلى المؤمنين فقال: وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ ولا يفعل ذلك بالكفار فِي يعني مع أَصْحابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ يعني وعد الحق وهو الجنة الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ- 16- وعدهم الله- تعالى- الجنة في الآخرة على ألسنة الرسل فى الدنيا، «وقوله» (?) : وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ فهو عبد الرحمن بن أبي بكر وأمه رومان «بنت عمرو» (?) بن عامر الكندي دعاه أبواه إلى الإسلام وأخبراه بالبعث بعد الموت، فقال لوالديه: أُفٍّ لَكُما يعني قبحا لكما الرديء من الكلام أَتَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ من الأرض يعني أن «يبعثني» (?) بعد الموت وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي يعنى الأم الخالية فلم أر أحدا منهم يبعث، فأين عبد الله بن جدعان؟ وأين عثمان بن عمرو؟
وأين عامر بن عمرو؟ كلهم من قريش وهم أجداده، فلم أر أحدا منهم أتانا.
فقال أبواه: اللهم اهده، اللهم «أقبل بقلبه (?) إليك» اللهم تب عليه، فذلك قوله: وَهُما يَسْتَغِيثانِ اللَّهَ يعني يدعوان الله له بالهدى، أن يهديه ويقبل بقلبه، ثم يقولان: وَيْلَكَ آمِنْ صدق بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال «إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ» (?) فَيَقُولُ عبد الرحمن: