الابتداع

إِذا كَانَ من الله عز وَجل فَهُوَ إِخْرَاج الشَّيْء من الْعَدَم إِلَى الْوُجُود وَهُوَ يكون الْأَشْيَاء بعد أَن لم تكن وَلَيْسَ ذَلِك إِلَّا لله عز وَجل والابتداع من المخلوقين إِن كَانَ فِي خلاف مَا أَمر الله بِهِ وَرَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَهُوَ فِي حيّز الذَّم وَالْإِنْكَار وَإِن كَانَ وَاقعا تَحت عُمُوم مَا ندب الله إِلَيْهِ وحض عَلَيْهِ أَو رَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَهُوَ فِي حيّز الْمَدْح وَإِن لم يكن مناله مَوْجُودا كنوع من الْجُود والسخاء وَفعل الْمَعْرُوف وَدَلِيله قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام

من سنّ فِي الْإِسْلَام سنة حَسَنَة كَانَ لَهَا أجرهَا وَأجر من عمل بهَا

فَهَذَا فعل من الْأَفْعَال المحمودة لم يكن الْفَاعِل سبق إِلَيْهِ وَلَا يجوز أَن يكون ذَلِك فِي خلاف مَا ورد بِهِ الشَّرْع لِأَنَّهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد غبطه ثَوَاب ذَلِك وَقد أتبعهَا عَلَيْهِ السَّلَام بضدها فِي

من سنّ سنة سَيِّئَة كَانَ عَلَيْهِ وزرها ووزر من علم بهَا

وَهَذَا فِي خلاف مَا أَمر الله بِهِ وَرَسُوله وَقَول عمر رَضِي الله عَنهُ

نعمت الْبِدْعَة هَذِه

فِي حيّز الْمَدْح لِأَنَّهُ فعل من أَفعَال الْخَيْر وحرص على الْجَمَاعَة الْمَنْدُوب إِلَيْهَا وَإِن كَانَت لم تكن فِي عهد الْخَلِيفَة قبله فقد صلاهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جمَاعَة وَإِنَّمَا قطعهَا إشفاقا من أَن تفرض على أمته وَكَانَ عمر مِمَّن نبه عَلَيْهَا وسنها على الدَّوَام فَلهُ أجرهَا وَأجر من عمل بهَا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة على مَا ورد بِهِ النَّص من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015