يقول الله تبارك وتعالى:: (وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ) (أولوا) بمعنى: أصحاب، و (الفضل) في اللغة: الزيادة، والمراد بـ (الفضل) هنا فضل الدين، وهو الاستقامة على طاعة الله تبارك وتعالى، تقول: فلان صاحب فضل، أي: صاحب استقامة على الشرع، وفيه تمسكٌ بهديه وآدابه، فلا يوصف الإنسان بكونه مِن أهل الفضل إلا إذا كان على استقامة وصلاح في قوله وعمله، ومن هنا دلت هذه الآية الكريمة على فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه، فإن الله تبارك وتعالى شهد له من فوق سبع سماوات بأنه من أصحاب الفضل، وهو كذلك رضي الله عنه وأرضاه، وكيف لا يكون وهو الذي واسى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفدَّاه بنفسه وماله رضي الله عنه وأرضاه، وجزاه عن نبيه خير ما جزى صحابياً عن صحبته؟!