على الباطل اهـ.

وقيل (?): اللهو: الاشتغال بما فيه نفع عاجل، واللعب: الاشتغال بما لا نفع فيه أصلًا.

وقيل: اللهو: هو الاستمتاع بلذات الدنيا، وقيل: هو الاشتغال بما لا يعنيه وما لا يهمه، واللعب: هو العبث، فاللهو: كل ما يشغل الإنسان عما يهمه ويعنيه، والملاهي: آلة اللهو، ويقال: لعب فلان: إذا لم يقصد بفعله مقصدًا صحيحًا؛ أي: إن (?) الدنيا سريعة الزوال، فالاشتغال بلذاتها كاشتغال الصبيان بلهوهم وعبثهم، فإنهم يجتمعون عليه، ويفرحون به ساعةً، ثم يتفرقون عنه، فالإعراض عن الحق لهو، والإقبال على الباطل لعب.

وفي "التأويلات النجمية": يشير إلى أن هذه الحياة التي يعيش بها المرء في الدنيا، بالنسبة إلى الحياة التي يعيش بها أهل الآخرة في الآخرة، وجوار الحق تعالى لهو ولعب، وإنما شبها باللهو واللعب لمعنيين:

أحدهما: أن أمر اللهو واللعب سريع الانقضاء، لا يداوم عليه؛ فالمعنى: أن الدنيا وزينتها، وشهواتها لظل زائل، لا يكون لها بقاء، فلا تصلح لاطمئنان القلب بها، والركون إليها.

والثاني: أن اللهو واللعب من شأن الصبيان والسفهاء، دون العقلاء وذوي الأحلام، ولهذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما أنا من ددٍ ولا الدد مني". والدد: اللهو واللعب، فالعاقل يصون نفسه منه. انتهى.

قال في "كشف الأسرار": فإن قيل: لما سماها لهوًا ولعبًا، وقد خلقها لحكمةٍ ومصلحةٍ؟

قلنا: إنه سبحانه بني الخطاب على الأعم الأغلب، وذلك أن غرض أكثر الناس من الدنيا اللهو واللعب. انتهى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015